الأحد، 29 ديسمبر 2013

الدعم الحكومي

من مذكرات شاهد عيٌان (شفاه وعافاه) وهو نفسه شاهد على العصر قبيل المغرب عند الأصيل (2): كان من نعم الله علي ان عشت في مصر نحوا من 22 عاما تسنى لي خلالها ان اسبر عمق الحياة المصرية و افهمها واقدرها. ومما انطبعت عليه نفسي حب الاستماع لصوت ام كلثوم رحمها الله والتي كانت كما قيل عنها "كوكب الشرق" الا انني ازعم ان تذوق اغانيها يكون له بعدا أعمق عندما تعيش الحياة المصرية. فلا يمكنك مثلا ان تبلغ اعماق اغنية "شمس الأصيل" فعلا الا إذا خبرت النيل واهل النيل ووقت الأصيل وهذا ما دعاني ان ازعم أنى شاهد على العصر وقت الأصيل. ما علينا اليوم هو العاشر منذ بدأت اليكسا غزوتها، وما زال الثلج يغطي الديار وما زال الطريق امام البيت مغلقا حتى الظهيرة. وقد استطعت الالتفاف على الطرق الفرعية للضرورة. ورأيت اضرارا في الأشجار والسيارات ناهيك عن تكاليف إزاحة الثلج من امام مداخل البيوت والكراجات والذي أصبح سوقا سوداء يطلب العامل فيه 50 دينارا مقابل ساعة عمل. الحقيقة ان المشكلة كبيرة وتحتاج الى استعداد أكبر بكثير من قشاطة امين عمان الجديد. اعتقد انه لو استدبر ما استقبل فانه سيظهر على راس اسطول من كاسحات الجليد. الحمد لله على نعمة الثلج والامطار التي مازالت مصدرنا الوحيد للماء الذي هو أصل الحياة. المهم والذي اثارني فعلا هو العبارة المطبوعة على فاتورة الماء "قيمة الدعم الحكومي على فاتورتك هي....”. وأتساءل أولا من اين تأتي الحكومة بالدعم، إذا كنت انا المواطن الذي هو الذي يدفع رواتبهم؟ وثانيا ان المواطن هو الذي يتحمل أي اضرار ناتجة عن الامطار. يعني ان العبارة المطبوعة يجب ان تكون "سيدي المواطن نشكرك على دعمك للحكومة و الفاسدين و سارقي المياه بمبلغ....و نعتذر عن أي تقصير"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق