الأربعاء، 24 أغسطس 2016

القبائلية او العشائرية في الشرق العربي


القبلية او العشائرية هي نظام طبيعي اجباري تمليه الحاجة. و يضعف هذا النظام او يقوى على حسب الحاجة خاصة الحاجة الى الحماية و العدل و الضمان الاجتماعي. و لا تخلو القبلية بالطبع من سلبيات اهمها انتقاص العدالة بامتيازات الشيوخ و اسرهم و انشغالهم بحماية مكاسبهم ولو كان ذلك على حساب الاغلبية التي تبذل الجهد و الدم مقابل الفتات.
المنافس في سد هذه احتياجات الناس الى الحماية و العدل و نظم الضمان الاجتماعي هو الدولة الحديثة.
وللاسف فان الدولة الحديثة في الشرق العربي و ليبيا و لانها عادة ما تكون مسنودة من الخارج او مسنودة بذات النظام القبلي فانها تفشل في تقديم البديل لعدم الكفاءة او لعدم الاولوية او لانها ترغب في استغلال النظام القبلي نفسه من اجل البقاء و اللعب على جميع الحبال.
حتى الروابط المدينية مثال مشيخات المهن (صارت تسمى النقابات) او الجمعيات الخيرية او الدينية او العلمية ناهيك عن الحزبية تدخلت فيها الدولة العربية لانها تنظر اليها بعين الارتياب وقدمت نفسها على نفس الوزن القبلي كأنها هي التي تعطي و تتكرم و تعطف و تحمي مع انها تقر في دساتيرها ان الشعب هو مصدر السلطة وان السلطة الحاكمة هي سلطة خادمة.
الطبيعي ان القبلية و العشائرية تزدهر في البادية و الريف حيث تتضائل سلطة الدولة. والطبيعي ان تذوب القبلية مع امتداد الطرق و انتشار المدارس و الخدمات الصحية ووجود وظائف و انظمة تقاعد و تأمين و بنوك, الا ان الانظمة السياسية هي نفسها التي تعيد الصلابة الى النظام القبلي لاستغلاله وخاصة ضد بعضه بعضا و ضد المجتمع المديني بل انها مكنت القبلية و العشائرية (بدون اسنان) في المدن عكس منطق التطور الاجتماعي الطبيعي.