الاثنين، 28 ديسمبر 2015

هل داعش حقا هي العدو الحقيقي للمنطقة و للغرب و الشرق و لاسرائيل؟

هل داعش حقا هي العدو الحقيقي للمنطقة و للغرب و الشرق و لاسرائيل؟
كل الاضداد من غرب و شرق و كل الانظمة الاقليمية صغارا و كبارا وسواء منها "المعتدلة" او "الممانعة" و اسرائيل وايران يجتمعون ضد داعش عسكريا و اعلاميا. بل و يتهمون بعضهم بعضا او قل ان ابواقهم تتهم الطرف الآخر بصناعة داعش ودعمها.
العجيب ان داعش هذه مستمرة و كما تقول "باقية و تتمدد". فهل فشل العالم كله في قهر داعش و التخلص منها؟. قالوا ان داعش مستمرة بسبب المخابرات الامريكية التي قالوا ايضا انها اخترعتها مع تمويل سعودي  و تسهيلات تركية. و لم يتوان الطرف الآخر عن اتهام نظام سوريا و ايران بدعمها بذلك منذ ايام الاحتلال الامريكي للعراق.
و حتى عندما بدأوا بالحشد الفعلي ضد داعش قبل عام (الولايات المتحدة بدأت أولى ضرباتها في 19 أيلول / سبتمبر 2014) .قالوا ان القضاء عليها يحتاج الى 3 سنوات و عندما دخلت استراليا اليوم في الحرب فعليا قالوا ان القضاء عليها يحتاج الى 3 سنوات ايضا.
قالوا ان سر داعش انها وجدت حاضنة شعبية سنية. و ان المتطوعين يتدفقون عليها من اوروبا و من كل العالم بالالاف. و انهم يبيعون البترول في الاراضي التي يسيطرون عليها. و الحقيقة ان كل هذا يشكل ادانة جلية للاطرف التي تحارب داعش. هذا يعني ان حملاتهم الاعلامية فاشلة، وحصارهم ناهيك عن حربهم لداعش غير موجود، بل انهم يشترون منها البترول. و انهم باختصار لا يحاربون داعش حقا و لكنهم يستعملونها.
السؤال المنطقي هو من يستعملها وضد من و لماذا؟؟ ومن هو العدو حقا؟.
الجواب يبدأ من الادراك ان الوضع الحالي في الشرق الاوسط هو وضع اصطناعي يعاكس الطبيعة و المنطق التاريخي و الجغرافي و الاقتصادي و الديني في الشرق الاوسط تقرر له منذ بداية القرن العشرين بقصد السيطرة عليه من قبل القوى الكبرى لاسباب استعمارية او عقائدية و بسبب عقدة المواصلات و البترول. و قد تشكل هذا الوضع بتقسيم المنطقة الى دويلات . وزرع الكيان الصهيوني فيها. و نبتت عليه مع الزمن طبقات و مصالح محلية و دولية الا انها لم تستطع ابدا ان تكون مستندة الى ارادة شعبية.
الارادة الشعبية هو مصدر الشرعية و القوة الحقيقية لاي نظام
العدو الحقيقي و المشترك لكل القوى التي تدعي انها تحارب داعش اليوم هو الارادة الشعبية. هو ارادة الشعب العربي (او الشعوب العربية ، ان شئت). انهم جميعا يريدون افشال اي حركة لاستعادة الارادة الشعبية. قد يختلف اللصوص فيما بينهم (ككل الناس) و قد تزداد هذه الخلافات او تنقص و لكنهم يلتقون في حالة الخطر. الخطر هنا هو الشعوب الحرة.
فالارادة الشعبية الحرة تعني الحرص على مصالح الشعب و كرامته و ازدهاره . وهذا بالضبط يعني طرد كل المنتفعين و المستغلين من الشرق و الغرب و الانظمة البالية الفاسدة. او تغيير المعادلة على الاقل.
هنا يأتي بعبع داعش لتمييع الثورة العربية و التي كان احد علاماتها خروج الشعب في تونس و مصر و ليبيا و العراق و اليمن و سوريا مطالبين بابسط الحقوق و هي الحرية و الكرامة. لقد كان الامر رهيبا بالنسبة للانظمة المحلية و الشرق و الغرب على السواء. ان هذا يعني صحوة الشرق ووقف استنزافه.
الكل يحارب داعش و لكن بالقدر الذي يبقيها خطرا و نزيفا مستمرا يرهق الشعوب و يدمر اي مصادر قوة مستقبلية لهذه الشعوب عندما تحسم المعركة لصالحها. و هو الامر الحتمي كما يعلمنا التاريخ.
اما من الذي اوجد داعش و غيرها من الحركات المتطرفة العنيفة فهو الاجواء و التربة المواتية قبل كل شيء. العنف و الظلم و الفساد مع الفشل كان كفيلا بتوليد داعش و غيرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق