الاثنين، 28 ديسمبر 2015

المواصلات و الاتصالات المشكلة و الحل

المواصلات و الاتصالات المشكلة و الحل
تعيش مدننا ازمة مواصلات خانقة و تنفق شعوبنا الفقيرة في معظم الاحوال مضطرة البلايين من الدنانير على اقتناء السيارات ووسائل الاتصلات و تشغليها و صيانتها و جلها مواد مستوردة مرهقة لميزانية البلاد التي تعاني اوضاعا اقتصادية صعبة و مفسدة للبيئة بالاضافة الى المخاطر المتعددة النفسية و الجسدية.
الحلول التي تقدمها الدولة هي في انشاء الطرق و الانفاق و تسهيل استيراد السيارات و اجراءات الترخيص و تنظيم المرور ما امكن و بالطبع فان المشكلة تزداد سوءا لان الحلول المقدمة لا تعالج اسباب المشكلة. و الاسوأ ان هذه الحال قد مرت عليها عقود و ما زالت نفس الحلول العقيمة تتكرر و تنتهي القصة بضرورة بناء عاصمة جديدة!!!
اهم الاسباب التي تدعو حتى الانسان الفقير الى اقتناء سيارة و استعمالها اليومي هو عدم توفر مواصلات عامة كفؤة محترمة تغطي كافة الاحياء. اما السبب الثاني فهو الحاجة الى التنقل لمتابعة المصالح شخصيا.
الحل بسيط. الحل في معالجة السبب. وهو حل متبع في المدن الاوروبية و حتى القرى و هو مواصلات منتظمة تغطي كافة المناطق المأهولة. توفر على الناس الكثير من المال و الوقت و المخاطر و تلوث البيئة.
قد يقول قائل اننا شعوب متخلفة لا نستطيع الانتظام. او ان المدن باتت مزدحمة لا تحتمل حافلات النقل العام. و لكن هل تعلم ان هذه المواصلات المنظمة كانت موجودة في مصر و فلسطين و غيرها ايام الاستعمار؟؟؟
العلاج الثاني الاقل كلفة هو تشجيع و تيسير التعامل عن بعد بالانترنت و الشبكات المحلية. واذكر مثالا هنا انني اضطررت في احد المرات التنقل بين ثلاث دوائر تابعة لوزارة واحدة في اماكن مختلفة من المدينة سبع رحلات قطعت خلالها 90 كيلومترا. وقد كان بامكان الوزارة ربط اداراتها بشبكة معلومات او عمل شباك واحد لانجاز المعاملة. او حتى تقديم الطلب عن بعد بدون الحاجة الى التنقل اصلا. انظر الى مئات السيارات المتراصة حول الادارت الحكومية بالذات.
كلا الحلين اعلاه يحتاج فقط الى الارادة السياسية و لكنها رهينة اصحاب المصالح و الضرائب والرسوم و الغرامات المتحصلة على استيراد السيارات و ملحقاتها و البترول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق